الأحقاد الإستشراقية على المسلمين :
ومنذ شروق الإسلام والمبهورون بحضارتة من باحثين وسياسيين يدرسون جواهر قوته وتقدمه، وإن كان منهم الحسن النية، فقدكان منهم سيئها ،والذي استغل وظيفة العلم الشريفة للنيل من الأمة الإسلامية ،والإعداد للقضاء على كل بريقها الذي كان يشع شرقا وغربا.. وفي الوقت الذي كانت فيه أوربا تعيش عصور ظلامها القتيم، كانت الجامعات العربية قبلة الباحثين والدارسين من كل العالم، إلا أن هناك فئة من الطلاب جندت نفسها لتكبيل العملاق الإسلامي بكل خسة وبكل وسيلة : بما في ذلك استعمال العلم في وظائف غير نزيهة حقدا على الإسلام والمسلمين، وكمثال على هؤلاء المسمون بالمستشرقين الذين كانوا يكتبون باللغة العربية لاستعمالها كأداة هدم نسوق بعض هاته الأقوال :
1ـ يقول كيمون في كتابه : »ميثولوجيا الإسلام » : »إن الديانة المحمدية جذام فشا بين الناس، وأخذ يفتك بهم فتكا ذريعا، بل هو مرض مروع وشلل عام ،وجنون ذهني يبعث الإنسان على الخمول والكسل ولايوقظه منهما إلا سفك الدماء ،ثم يدمن معاقرة الخمر ويجمح في القبائح...وماقبر محمد في مكة{؟} إلا عمود كهربائي يبث الجنون في رؤوس المسلمين، ويلجئهم الى الإتيان بمظاهر الصرع{الهستيريا} والذهول العقلي، وتكرار لفظ الله الله إلى ما لانهاية ،وتعود عادات تنقلب إلى طبائع ككراهية لحم الخنزير والنبيذ والموسيقى وترتيب ما يستنبط من أفكار القسوة الفجور في الملذات »
2ـ ويقول جويليان في كتاب : »تاريخ فرنسا » : » إن محمدا مؤسس دين المسلمين قد أمر أتباعه أن يخضعوا العالم، وأن يبدلوا جميع الأديان بدينه هو.. ما أعظم الفرق بين دين هؤلاء الوثنيين والنصارى؟؟..إن هؤلاء العرب قد فرضوا دينهم بالقوة.. وقالوا للناس أسلموا أو تموتوا.. بينما أتباع المسيح أراحوا النفوس ببرهم وإحسانهم.. ماذا كان حال العالم لو أن العرب انتصروا علينا؟إذن لكنا مسلمين كالجزائريين والمراكشيين؟ »
3ـ وقال غلورو صاحب كتاب : »تقدم التبشير العالمي »إن سيف محمد والقرآن أشد عدو ،وأكبرمعاند للحضارة والحرية والحق.. ومن بين العوامل الهدامة التي اطلع عليها العالم إلى الآن..والقرآن خليط عجيب من الحقائق والخرافات ومن الشرائع والأساطير، كما هو مزيج غريب للأخلاط التاريخية والأوهام الفاسدة، وفوق ذلك فهو غامض جدا لايمكن أن يفهمه أحد إلا بتفسير خاص له، والذي يعتقده المسلم أن المعبود هو الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، فالله ملك جبار متسلط ليست له علاقة مع خلقه ورعاياه برغم أن الإسلام يذكر الرابطة الموجودة بينهما.. » ثم يمضي حتى يقول : » كان محمد حاكما مطلقا ،وكان يعتقد أن من حق الملك على الشعب أن يتبع هواه، ويعمل الملك ما يشاء وكان مجبولا على هذه الفكرة ،وقد كان عازما على أن يقطع عنق كل من لايوافقه في هواه ..أما جيشه العربي فكان يتعطش للتهديد والتغلب،وقد أرشدهم رسولهم أن يقتلوا كل من يرفض اتباعهم ويبعد عن طريقهم »
وكل مدقق في البحث عن الحقيقة بل وكل من له علم بسيط بالإسلام سيتهكم عن هذا الكلام، ولايقول عن أصحابه إلا حاقدين سكارى بحقدهم على المسلمين..لكن هناك من الغربيين أنفسهم من أنصف الإسلام وبرأ الإسلام من كل الصفات الباطلة نذكر منهم :
1ـ لاسيدوالذي قال في كتابه : »تاريخ العرب العام : » تمتع العرب بقوة نشاطهم التي لامثيل لها،والتي تحدد عصرا مميزا من تاريخ العالم ،أما ميولهم فكانت مضادة لروح التعصب الإسرائيلية، ولذلك استطاعوا أن يندمجوا في الشعوب التي انتصروا عليها ..وينبغي أن نضع في حسابنا استعدادهم الطبيعي لاستعمال ملكاتهم »
2ـ ويقول جورج سارتون في كتاب : »مقدمة تاريخ العلوم : » يكفينا هنا أن نذكر قليلا من الأسماء المجيدة التي لم يطاولها في الغرب أي من الأسماء المعاصرة لها : » جابر بن حيانـ الكندي ـالخوارزمي ـ الفرجاني ـ الرازي ـثابت بن قرة ـ البتلني ـ حنين بن إسحاق الفارابي ـ إبراهيم بن سنان ـ المسعودي ـ الطبري ـ أبو الوفا ـ علي بن عباس ـ أبو القاسم ـ إبن الجزار ـ البيروني ـ إبن سينا ـ إبن يونس ـ إبن الهيثم ـ الغزالي ـ الزركلي ـ عمر الخيام..فإذا أخبرك أحد أن العصور الوسطى كانت عقيمة فاذكر له هاته الأسماء ..فقد ازدهرت بين 750 و1100م »
3ـ كما قال الباحث الكبير موريس بوكاي في كتابه القيم : »الإنجيل القرآن والعلم » : »لقد أثارت دهشتي هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن ،والتي كانت مطابقة تماما للمعارف العلمية الجديثة، ولقد درست هذه النصوص بروح متحررة عن أي حكم سابق وبموضوعية تامة، بيد أني لاأنكر تأثير التعاليم التي تلقيتها في شبابي ــ والتي لازال يتلاقاها شباب الغرب ـ ..إلى أن هذا الدين أسسه رجل وبأن لاقيمة له عند الله .وحين نجد في التوراة أخطاء ـ علمية ـ فادحة فإنا لانجد في القرآن أي خطأ »
4ـ ويكثر الكاذبون عن الإسلام من الباحثين لحد قول المفكر درمنغم في كتابه حياة محمد : » من المؤسف حقا أن غالى بعض هؤلاء المتخصصين في الإستشراق من أمثال مويرـ مرغوليوت ـ نولدكه ـشبرنجر ـ دوزي ـ كيتاني ـ مارسين ـ غولد زيهر ـ وغود فروا ـ..وغيرهم في هدم الإسلام ،فما زالت كتبهم عامل هدم على الخصوص ،ولاتزال النتائج التي انتهى إليها المستشرقون سلبية وناقصة .. »
بل ومن المستشرقين والغربيين من تاب من جهله وحكمه المسبق عن الإسلام كما قال فولتير في كتاب المؤيد : » لقد نسبنا إلى الإسلام كثيرا من السخافات وهو في الحقيقة خلو منها «
وبهذا نرى ان صوت كل المستشرقين الناكرين للإسلام قد خفت علميا لا لقلة المتشبتين بآرائهم بل لتقدم المناهج العلمية في البحث التي أصبح كل نزيه في استعمالها يومن بالإسلام إذا بحث فيه .
وهذا الحقد الدفين في صدوربعض الكفار لايمكن أبدا أن ينطفئ إلا بجهنم.. أما في الدنيا فقد قال عنهم الله سبحانه وتعالى : » ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا « والغريب في الأمر أن العديد منا قد ارتدوا فعلا عن كثير من ثوابت الإسلام فإلى جانب انذثار الأخلاق والمعاملات الإسلامية بيننا، هناك أكثر من النصف من المسلمين الذين يتهاونون حتى في الصلاة التي يقول عنها الرسول صلى الله عليه وسلم : »العهد الذي بيني وبينكم الصلاة فمن تركها فقد كفر «
وبهذا تكون هاته آلمؤامرات المحاكة ضد الأمة قد آتت أكلها مرتين :على صعيد وحدة الأمة ثم على صعيد سلوك المسلمين وتغبين وعيهم حتى بدينهم...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق